مقالة : أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ.

0
1312

لَقَدْ مَرَّتْ سُنُونَ عِدَّةٌ وَنَحْنُ نُعَانِي مَا نُعَانِي مِنْ الْفَقْرِ الْمُدْقِعِ، وَعَدَمِ الِاسْتِقْرَارِ، وَغَلَاءِ الْمَعِيشَةِ، وَسُوءُ تَدْبِيرِ شُؤُونِ الدَّوْلَةِ؛ وَذَلِكَ بِسَبَبِ أُنَاسٍ فَاسِدِينَ أَخْطَانًا فِي تَقْدِيرِهِمْ وَمَنَحْنَاهُمْ أَكْثَرَ مِمَّا يَسْتَحِقُّونَ، إِذْ مَكَّنَّاهُمْ وَاسْتَخْلَفْنَاهُمْ عَلَى أَهَمِّ الْأَشْيَاءِ عِنْدَنَا وَهُوَ قِيَادَةُ الدَّوْلَةِ وَتَسْيِيرُهَا، فَخَانُوا الْعَهْدَ الَّذِي كَانَ مُبْرَمًا بَيْنَنَا وَنَقَضُوا الْمِيثَاقَ بِكُلِّ وَقَاحَةٍ.
وَلَا غَرْوَ فِي ذَلِكَ إِذْ قُلُوبُهُمْ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً ( وَإِنَّ مِنْ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيِةِ اللَّهُ) صَدَقَ اللَّهُ الْعَظِيمُ.
لَبِثْتُ بُرْهَةٌ مِنْ الزَّمَنِ أُفَكِّرُ مَلِيًّا فِي الْأَوْضَاعِ السِّيَاسِيَّةِ الرَّاهِنَةِ لِهَذِهِ الْبِلَادِ، وَمَا نَعِيشُهِ مِنْ جَوْرِ طَاغٍ وَحُكْمٍ فَاشِلٍ- وَلَا شَكَّ فِي أَنَّ أَمْثَالِيَ كَثِيرُونَ- بَيْدَ أَنَّ الْمُشْكِلَةَ الْعُظْمَى وَالطَّامَّةَ الْكُبْرَى هُوَ أَنَّهُ لَا حِيلَةَ لَنَا -نَحْنَ جَمِيعًا- بَعْدَ التَّفْكِيرِ، سِوَى امْرَيْنِ اثْنَيْنِ:
إِمَّا أَنْ نُحَارِبَ الظُّلْمَ الَّذِي سَادَ الْبِلَادَ مُنْذُ تَرَبُّعِ الطُّغَاةِ عَلَى عَرْشِ الرِّئَاسَةِ، وَالْجَزَاءُ فِي هَذِهِ الْحَالِةِ إِمَّا أَنْ يَكُونَ قَتْلًا دُونَ ضَمِيرِ يَبْكِي لِلْبَائِسِينَ وَالْمَظْلُومِينَ، مَعَ تَشْويهِ سُمْعَتِكَ أَمَامَ النَّاسِ وَتَسْمِيَتِكَ خَائِنًا اوْ خَارِجًا عَنْ الدَّوْلَةِ، أَوْ إِرْهَابِيًّا مَأْرُبُهُ زَعْزَعَةُ الْبِلَادِ، وَزَرْعُ الْخَوْفِ فِي قُلُوبِ الْمُوَاطِنِينَ، أَوْ يَزُجُّوكَ فِي السُّجُونِ تَذْلِيلًا لَكَ؛ لِكَيْلَا تَنْكَشِفَ مَكَائِدُهُمْ الْخَبِيثَةُ وَمَكْرُهُمْ الْبَغِيضُ أَمَامَ الرَّعِيَّةِ. أَمَّا الْأَمْرُ الثَّانِي فَهُوَ لُزُومُ السُّكُوتِ وَعَدَمُ الْبَوْحِ بِالْحَقِيقَةِ، إِمَّا خَوْفًا وَذَاكَ مَذْمُومٌ عِنْدَ أُولِي الْعَزْمِ وَالنُّهَى، الَّذِينَ تَجْرِي فِي عُرُوقِهِمْ دِمَاءُ الْأَبْرَارِ، وَإِمَّا تَوَاطُئًا مَعَهُمْ وَهَؤُلَاءِ هُمُ الْمُنَافِقُونَ حَقًّا لَا تَهُمُّهُمْ سِوَى مَصَالِحِهِمْ الشَّخْصِيَّةِ، وَاَلَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ اُخْتِيرَ هَؤُلَاءِ بَيْنَ أَنْ يَجُوعَ كُلُّ الشَّعْبِ وَيُقْتَلَ أَبْنَاؤُهُمْ أَمَامَ أَعْيُنِهِمْ تَقْتِيلًا، أَوْ يُشَرَّدُوا تَشْرِيدًا وَبَيْنَ أَنْ يَبْقَوْا نَاهِشِينَ أَمْوَالَ النَّاسِ دُونَ رَادِعٍ اوْ زَاجِرٍ لَآثَرُوا الْخِيَارَ الثَّانِيَ؛ لِذَا نَرَاهُمْ يَتَكَالَبُونَ وَيَتَوَاثَبُونَ بِجَشَعٍ وَطَمَعٍ عَلَى الْمَالِ تَكَالُبَ الذِّئَابِ الْجَائِعَةِ عَلَى الْقَطِيعِ الضَّعِيفَةِ.
فَالسِّيَاسِيُّونَ بِكُلِّ اخْتِصَارٍ فِي أَغْلَبِ الْأَحْيَانِ هُمُ الْجَلَّادُونَ أُمَّتَهُمْ، الْقَاضُونَ عَلَى الْمُوَاطِنِينَ وَالسَّالِبُونَ إِيَّاهُمْ مَا وَهَبَهُمُ اللَّهُ مِنْ نِعَمٍ وَأَفْضَالٍ، الْكَاذِبُونَ عَلَيْهِمْ فِي أَقْوَالِهِمْ وَأَفْعَالِهِمْ…
لَكِنْ هَلْ كُلُّ مَا ذَكَرْنَاهُ مِنْ أَخْلَاقِهِمُ وَالسَّيِّئَةِ وَغَرَائِزِهِمْ الْبَشِعَةِ، الَّتِي تَبْكِي لَهَا الْقُلُوبُ الْحَيَّةُ تَحَسُّرًا وَانْتِحَابًا، سَيَدْفَعُنَا إِلَى أَنْ نَقُولَ لَكَ أَيُّهَا الْمُوَاطِنُ الْعَزِيزُ، أَنْ لَيْسَ مِنْ بَيْنِهِمْ مَنْ هُوَ خَارِجٌ عَنْ هَذِهِ الْقَاعِدَةِ؟ وَهَلْ مِنْ الْإِنْصَافِ أَنْ نَحْكُمَ عَلَيْهِمْ كُلِّهِمْ بِأَنَّهُمْ سَوَاسِيَةٌ كَأَسْنَانِ الْمُشْطِ فِي سُوءِ التَّدْبِيرِ وَالْجَشَعِ وَالْحِرْصِ عَلَى أَمْوَالِ النَّاسِ؟
وَهَلْ مِنَ الْإِيْمَانِ أَنْ نُسِيءَ الظَّنِّ بِاللَّهِ -وَالْعِيَاذُ بِاللَّهِ- بِأَنَّهُ لَا يُمْكِنُ أَنْ يُولَدَ فِي الْبِلَادِ مَنْ يَسْتَطِيعُ أَنْ يُعَمِّمَ الْأَمْنَ وَالسَّلَامَ وَالْعَدْلَ فِي كُلِّ أَقْطَارِهَا، حَتَّى تَسُودَّ الطُّمَانِينَةُ وَالْحُبُّ وَالْمَوَدَّةُ وَالرَّأْفَةُ وَالرَّحْمَةُ بَيْنَ كُلِّ أَفْرَادِ الْمُجْتَمَعِ؟
كَلَّا، كَلَّا؛ لِأَنَّنِي عَلَى يَقِينٍ تَامٍّ وَبَصِيرَةٍ حَاصِفَةٍ بِأَنَّ اللَّيْلَ قَدْ يَطُولُ وَتَكْثُرُ هُمُومُنَا أَثْنَاءَ طُولِهِ، إِلَّا أَنَّهُ وَبِلَا شَكٍّ سَوْفَ يَتَنَفَّسُ الصُّبْحُ وَيَتَنَوَّرُ، وَيَنْجَلِي مَعَهُ ذَلِكَ الظَّلَامُ الْحَالِكُ الَّذِي أَقَضَّ مَضَاجِعَنَـا سِنِينَ طِوَالًا، وَكَذَلِكَ هَؤُلَاءِ السِّيَاسِيُّونَ الْفَسَدَةُ، سَوْفَ يَنْقَضِي عَهْدُهُمْ وَيَرْفَعُ اللَّهُ عَنَّا ظُلْمَهُمْ وَطُغْيَانَهُمْ وَلَوْ بَعْدَ حِينٍ. فَهَا مَوْعِدُ تَغْيِيرِ مَا أَفْسَدَهُ الطُّغَاةُ السَّالِفُونَ قَدْ اقْتَرَبَ وَبَاتَتْ زِمَامُ الْأُمُورِ بَيْنَ أَيْدِينَا.
فَكَمْ شَابٍّ قُتِلَ مِنْ أَجْلِ مُحَارَبَتِهِ لِلْبَاطِلِ! وَكَمْ مِنْ يَافِعٍ تَوَفَّتْهُ الْمَنِيَّةُ وَهُوَ فِي أَعْماقِ الْبَحْرِ يُحَاوِلُ الْبَحْثَ عَنْ حُرِّيَّتِهِ الْمَسْلُوبَةِ وَأَقْوَاتِ أَيَّامِهِ الْمَقْطُوعَةِ فِي الدُّوَلِ الْأُورُوبِّيَّةِ! هَلْ تَصَوَّرتَ كَيْفَ أَنَّهُمْ لَمْ يَأَبَهُوا لِخَطْبِهِمُ الْجَلَلِ، وَلَمْ يَتَرَحَّمُوا عَلْيْهِمْ، نَاهِيكَ عَنْ تَفَقُّدِ أَحْوَالِ أُسَرِهِمُ الْمُتَفَجِّعَةِ؟
كُنْ يَقِظًا يَا أَخِي، ثُمَ أَمْعِنِ النَّظَرِ فِي تَصَرُّفَاتِ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ لَا يَقِفُونَ أَمَامَ عَتَبَةِ بَابِكَ، وَلَا يُنْفِقُونَ عَلَيْكَ إَلَّا مَرَّةً وَاحِدَةً أَوْ مَرَّتَيْنِ فِي كُلِّ خَمْسِ سَنَواتٍ، وَبِئْسَ الْإِنْفَاقُ إِنْفَاقُ مَنْ يُعْطِيكَ أَلْفَ فَرَنْكٍ؛ لِيَسْلُبَكَ نِعَمَكَ كُلَّهَا. كُنْ صَبُورًا يَا أَخِي فَلَا تَغَرَنَّكَ ابْتِسَامَاتُهُمُ الْمُصْطَنَعَةُ، وَلَا تُغْرِيِنَّكَ أَمْوَالُهُمُ الَّتِي اتَّخَذُوهَا شَرَكًا؛ لِاصْطِيَادِكَ. صَبْرًا جَمِيلًا؛ فَمَوْعِدُ النَّصْرِ قَدْ حَانَ، أَوْ بَاتَ قَابُ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى، لَكِنَّ السُّؤَالَ الَّذِي يَطْرَحُ نَفْسَهُ هُوَ كَيْفَ نُحَقِّقُ هَذَا النَّصْرَ الْعَظِيمَ وَالتَّارِيخِيَّ، فِي ظِلِّ هَذِهِ الظُّرُوفِ السِّيَاسِيَّةِ الْحَرِجَةِ؟
سَأُجِيبُكَ عَلَيْهِ بِصَرَاحَةٍ؛ إِذْ فِي الصَّرَاحَةِ رَاحَةٌ أَنَّهُ لَا أَقَلَّ مِنْ أَنْ تُحَاوِلَ وَتُسَاهِمَ فِي دَفْعِ عَجَلَةِ التَّغْيِيرِ إِلَى الْأَمَامِ دُونَمَا سَأَمٍ أَوْ ضَجَرٍ، وَلَا بُدَّ مِنْ أَنْ تَصْبِرَ وَتُثَابِرَ، وَلَا تَقُلْ كَمَا يَقُولُ بَعْضُ النَّاسِ: (لَقَدْ جَرَّبْنَا نَحْنُ وَمَنْ سَبَقُونَا لَكِنْ دُونَ جَدْوَى)، أَوْ (لَنْ نُجَازِفَ فِي أُمُورٍ لَا نَفْهَمُهَا)، أَوْ قَوْلِهُمْ: (لَوْ كَانَتْ فِكْرَتُكَ نَاجِحَةً لَنَفَذَتَ فِي الْمَاضِي) أَوْ أَقْوَالٍ أُخْرَى تَسْمِعُهَا عَنِ النَّاسِ حَوْلَكَ وَكُلُّهَا هَادِفَةٌ إِلَى إِجْهَاضِ آرَاءِ وَأَفْكَارِ الْحَالِمِينَ وَطُمُوحَاتِهِمْ، لَكِنْ حَسْبُكَ فَقَطْ أَنْ تَرُدَّ عَلَيْهِمْ فِي مِثْلِ هَذِهِ الْمَوَاقِفِ: مَاذَا لَوْ كَانُوا قَدْ جَرَّبُوا تَجْرِبَةً خَاطِئَةً؟ أَوْ هَلْ تَنْتَظِرُونَ مِنْ الشُّعُوبِ الْأُخْرَى أَنْ تَفْعَلَهَا بَدَلًا عَنْكُمْ؟ أَوْ لِمَ لَا نَتَأَكَّدْ عَلَى الْأَقَلِّ وَنَرَى؟
وَإِذْ ذَاكَ فَقَطْ يُمْكِنُ أَنْ تُوصَفَ إِرَادَتُكَ بِأَنَّهَا قَوِيَّةٌ، وَمَا أَعْظَمَهَا صِفَةً لِمُوَاطِنٍ يَسْعَى لِلتَّغْيِيرِ وَالتَّقْوِيمِ! أَمَّا إِذَا سَأَلَتْنِي مَنْ هُوَ الرَّجُلُ الْأَنْسَبُ وَالْأَجْدَرُ لِقَمْعِ هَذَا الْفَسَادِ وَرَدِّ كَيْدِ الْمُفْسِدِينَ الظَّالِمِينَ فِي نُحُورِهِمْ؟
فَأَنْصَحُكَ بِأَنْ تَخْتَارَ مُتَرَشّحًا رَضِيَ بِهِ الْوَطَنُ وَتَبَاهَى وَاعْتَزَّ بِهِ؛ إِذْ كَرَّسَ نَفْسَهُ وَبَذَلَ النَّفْسَ وَالنَّفِيسَ مِنْ أَجْلِ رُقِيِّهِ وَنُهُوضِهِ، مُتَرَشِّحًا يُؤْمِنُ بِوَطَنِهِ، وَيَعْرِفُ مَاضِيَهُ وَحَاضِرَهُ، وَيَكِدُّ لِبِنَاءِ مُسْتَقْبَلِهِ، وَيَتَأَثَّرُ بِأَفْرَاحٍ أَفْرَادِهِ وَأَتْرَاحِهِمْ. مُتَرَشِّحًا مُحِبًّا لِلْوَطَنِ يَتَفَانَى فِي الْوَفَاءِ لِكُلِّ مَا يَرْتَبِطُ بِهِ مِنْ سُلُطَاتٍ عَامَّةٍ أَوْ خَاصَّةٍ، مُخْلِصًا لَهُ يَتَرَفَّعُ عَنْ كُلِّ أَنْوَاعِ الْغِشِّ وَالْخِيَانَةِ، وَعَنْ كُلِّ مَا يُثِيرُ الْفِتْنَةَ.
مُرَشَّحًا يَسْتَشْعِرُ الْمَسْؤُولِيَّةَ الْعَظِيمَةَ الْمُعَلَّقَةَ عَلَى عَاتِقِهِ، وَفَوْقَ هَذَا كُلِّهِ أَنْ يَكُونَ مُتَحَلِّيًا بِتَقْوَى رَبِّهِ، شُجَاعًا قَوِيًّا وَصَارِمًا، لَا يَخَافُ مِنْ اللَّهِ لَوْمَةَ لَائِمٍ، وَلَا تَهْدِيدَ مُهَدِّدٍ. فَإِذَا تَوَسَّمْتَ هَذِهِ الصِّفَاتِ فِيهِ، فَاخْتَرْهُ رَئِيسًا دُونَ النَّظَرِ إِلَى عُمُرِهِ، وَنَسَبِهِ، وَشَكْلِهِ، أَوْ لَوْنِهِ، ثُمَّ تَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ، وَلَا تُعِرْ الِانْتِقَادَاتِ الَّتِي سَيُلْقِيهَا أَعْدَاؤُهُ عَلَيْهِ انْتِبَاهَكَ، إِذِ الِانْتِقَادُ شِيمَةُ الْأَغْبِيَاءِ، وَلَا يَحْتَفِظُ لَنَا التَّارِيخُ بِأَسْمَاءِ النُّقَّادِ، بَلْ امْتَلَأَتْ صَفَحَاتُهُ بِإِنْجَازَاتِ الْمُنْتَقَدِينَ.
وَفِي الْخِتَامِ، قُمْ بِوَاجِبِكَ الْإِنْسَانِيِّ أَخِي الْمُواطِنُ الْمُنَاضِلُ تُجَاهَ وَطَنِكَ، وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ مُرَاقِبُكَ، وَسَوْفَ يُحَاسِبُكَ عَلَى شَهَادَتِكَ حَقًّا كان أَمْ زُورًا، وَبَعْدَهَا انْتَظِرَ النَّصْرَ وَالْفَرْجَ، فَإِنْ فَعَلْتَ فَقَدْ أَحْسَنْتَ، وَرَحْمَةُ اللّٰهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ.

✍🏿 *عَاشِقُ الضَّادِ الغَاتِيُّ: ** مُــودُ جُـوفْ🇸🇳

LAISSER UN COMMENTAIRE

S'il vous plaît entrez votre commentaire!
S'il vous plaît entrez votre nom ici